قوله رحمه الله: «وَلا يَجُوْزُ الكَلامُ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ»، يحرم الكلام والإمام
يخطب، إلا لمن يكلم الإمام، ويسأل الإمام، أو الإمام يكلمه، فلا بأس، أما مع الذي
جنبه، لا يجوز هذا، حرام، لا جمعة له، ليس له فيها أجر، من قال: «صه» والإمام يخطب، حتى الذي يسكت الناس،
يقول: «اسكت»، لغت جمعته ([1])، صار ما له أجر،
كيف بالذي يتكلم بدون سبب، ويتكلم مع الذي جنبه، يجب الإنصات للخطبة، والتوجه إلى
الخطيب، واستماع الخطبة؛ لأنها ذكر: ﴿فَٱسۡعَوۡاْ
إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ﴾ [الجمعة: 9]، ذكر الله المراد به: الخطبة.
الذي يتكلم والإمام
يخطب يكون - كما في الحديث - كالحمار يحمل أسفارًا ([2])، لماذا؟ الحمار
يحمل الكتب، ولا يستفيد منها، وهذا جاء وتعب، ولا أجر له في صلاته - لا حول ولا
قوة إلا بالله! - فهو مثل الذي حمل الكتب، ولا استفاد منها، هذا وعيد شديد.
قوله رحمه الله: «إِلاَّ لِلإِمَامِ»، إلا للإمام إذا
احتاجه، مثل قول الرسول للذي دخل: «قُمْ
فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ»، إذا احتاج أن يكلم بعض المأمومين يكلمه أو العكس،
المأموم محتاج أن يسأل الإمام، ويجيبه الإمام، لا بأس.
قوله رحمه الله: «أَوْ مَنْ كَلَّمَهُ الإِمَامُ»، إلا للإمام، أو من كلمه الإمام، أو كلم الإمام، يجوز هذا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كلم الرجل الذي دخل، وأمره أن يقوم ويصلي ركعتين؛ وكما في الحديث:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (934)، ومسلم رقم (851).