ضيعوا خيرًا كثيرًا - ولا
حول ولا قوة إلا بالله - السنة التبكير، ليس فقط الحضور، السنة التبكير إلى
المسجد: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ
الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً،
وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ
رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ،
وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً،
وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا
خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» ([1])، ما الفرق بين
البدنة والبيضة؟ فرق عظيم؛ يعني: له أجر من قرب بدنة، الذي يجيء في الساعة الأولى
له أجر من قرب بدنة، تقرب إلى الله؛ لأن الذبح والنسك من الطاعات ومن أفضل
القربات، ويبكر الإنسان في يوم الجمعة؛ كما في الحديث: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ،
وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ
سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» ([2])، وزيادة ثلاثة أيام
([3]).
قوله رحمه الله: «فَإِنْ جَاءَ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، لَمْ يَجْلِسْ، حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ يُوْجِزُ فِيْهِمَا»، إذا دخل والإمام يخطب، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين، يوجز فيهما - يعني: يخففهما - من أجل أن يفرغ لسماع الخطبة، ولا يجلس؛ لأن سليك الغطفاني دخل والرسول صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس، قال له صلى الله عليه وسلم: «قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ» ([4])، فقام وصلى ركعتين، فدل على أنه لا يجلس حتى يصلي ركعتين.