قالوا: فهذا يدل على
الوجوب، والجمهور على أنه مستحب، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَبِهَا
وَنِعْمَتْ، وَمَنْ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ» ([1])، «فَبِهَا وَنِعْمَتْ»؛ يعني: السنة، هذا
يدل على أن الغسل للجمعة أفضل من تركه، هذا مذهب الجمهور.
الإمام ابن القيم
رحمه الله في «زاد المعاد» يقول: إن
كان فيه روائح كريهة وفيه وسخ، فالغسل واجب عليه، وإن كان نظيفًا، فالغسل في حقه
مستحب.
قوله رحمه الله: «وَيَلْبَسَ ثَوْبَيْنِ نَظِيْفَيْنِ»،
وكذلك يستحب له التزين باللباس؛ لأن هذا اجتماع المسلمين، وصلاة الجمعة لها فضل
عظيم، ويستقبلها بالتزين لها، والتطيب لها، والاستعداد لها، والله جل وعلا قال: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ
زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 31]؛ أي: عند كل صلاة، وصلاة الجمعة آكد أنه
يتزين لها.
وقد جاءت الأحاديث
تحث على التزين والتجمل في صلاة الجمعة بأحسن اللباس ([2]).
قوله رحمه الله: «وَيَتَطَيَّبَ»، من السنن أنه يتطيب عند
ذهابه لصلاة الجمعة بما يجده من طيب ([3]).
قوله رحمه الله: «وَيُبَكِّرَ إِلَيْهَا»، يتأكد أنه يبكر إليها، ما يتأخر، الآن أكثر الناس يتأخرون لما تخلص الخطبة، بعضهم يحضرون الصلاة، وبعضهم ما يحضرون، إلا في آخر الصلاة، هذا تفريط وضياع،
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (1091).