×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

قوله رحمه الله: «وَأَنْ يَتَقَدَّمَهَا خُطْبَتَانِ»، يشترط في الخطبتين، ليس فقط الخطبتان مجرد حشو، ولا مجرد كلام، وحشو من الكلام، وإنما يشترط في الخطبتين:

الشرط الأول: أن تبدأ بالحمد لله، والثناء على الله ([1]).

الشرط الثاني: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبتين.

الشرط الثالث: الموعظة.

الشرط الرابع: قراءة آية أو أكثر.

هذه شروط صحة الخطبة؛ كما وردت في الأحاديث، النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب، ويبدأ بحمد الله، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي بموعظة تحرك القلوب، ويقرأ من القرآن، ما ذُكر أنه خطب، ولم يقرأ من القرآن بل قالت أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها: «...وَمَا أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إِلاَّ عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، إِذَا خَطَبَ النَّاسَ» ([2])، فيكثر من قراءة القرآن في الخطبة.

قوله رحمه الله: «فِي كُلِّ خُطْبَةٍ حَمْدُ اللهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقِرَاءَةُ آيَةٍ، وَالْمَوْعِظَةُ»، الموعظة، يقولون: الوعظ هذا ما عمله؟ تذكرون الجنة والنار، وتذكرون الوعيد، وتذكرون...، افتحوا الأقفال للناس، وافتحوا سعة الصدر، لا تعقدوا الناس بذكر النار، وذكر الوعيد، وذكر القبر. هكذا يقول بعض المثقفين: اتركوا الوعظ. ويستنكرون الوعظ، نسأل الله العافية!


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (867).

([2]أخرجه: مسلم رقم (873).