×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى مِنْبَرٍ، فَإِذَا صَعِدَ، أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَجْلِسُ إِلَى فَرَاغِ الأَذَانِ، ثُمَّ يَقُوْمُ الإِمَامُ، فَيَخْطُبُ، ثُمَّ يَجْلِسُ، ثُمَّ يَقُوْمُ فَيَخْطُبُ الْخُطْبَةَ الثَّانِيَّةَ، ثُمَّ تُقَامُ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ، فَيُصَلِّيْ بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ، يَجْهَرُ فِيْهِمَا بِالْقِرَاءَةِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى مِنْبَرٍ»، خلصنا من شروط الخطبة، فإذا خلت الخطبة من هذه الشروط أو من بعضها، لم تصح، ويجب التنبيه لهذا، ليست الخطبة مجرد كلام، حشو كلام، أو كلامًا في أمور بعيدة عن مجتمع الذين تخطب فيهم، تكلمهم عن أمور السياسة وأمور العصر التي ليس لهم علاقة بها، ولا يستفيدون منها!

بعض الناس يخطب ساعة أو أكثر، وفي الحقيقة أنه ما خطب، ولا تصح صلاته؛ لأنه ما أتى بالخطبة الشرعية، إنما هو مجرد كلام وحشو؛ وقال، وقيل، وما أشبه ذلك، والشروط هذه ما لها اهتمام أبدًا عنده، يجب التنبه لهذا.

قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى مِنْبَرٍ»، أما ما يستحب في الخطبة، فرغنا من شروط صحة الخطبة، ما يستحب فيها:

أولاً: أن يخطب على منبر أو موضع عالٍ؛ لأن هذا أبلغ وليراه الناس، ويقبلوا عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على منبر؛ لأنه في الأول كان يخطب إلى جذع نخلة، يتكئ عليه، ثم صُنع له منبر من الخشب فصار يخطب على المنبر صلى الله عليه وسلم([1]).


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (3583).