قوله
رحمه الله: «وَشُدَّ
لَحْيَاهُ»، غمضت عيناه؛ لأن الميت إذا مات تجحظ عيناه، الروح إذا قُبض، تبعه
البصر، أغمض صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بعدما مات، وقال: «إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ، فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ؛ فَإِنَّ
الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ» ([1])، فتغمض عيناه، ولا
تترك جاحظتين، وتشد لحياه؛ يعني: الفكين، ولا يُترك فمه مفتوحًا، يدخله الهواء،
ويحصل للجسم ضرر في هذا فيتعفن الجسم.
قوله رحمه الله: «وَجُعِلَ عَلَى بَطْنِهِ مِرْآةٌ أو
غَيْرُهَا، كَحَدِيْدَةٍ»، ثالثًا: يُجعل على بطنه شيء من أجل أن يخرج ما فيه،
يجعل عليه حديدة، أو مرآة، أو شيء من أجل أن يخرج ما فيه قبل التغسيل.
قوله رحمه الله: «فَإِذَا أَخَذَ فِيْ غَسْلِهِ سَتَرَ
عَوْرَتَهُ»، ثم إذا أراد أن يغسله فإنه يجعله في مكان مستور، وليس أمام الناس
عند المارة، بل يكون في مكان مستور، ويُغطي عورته، يجعل عليها غطاء، ثم يجرده من
ثيابه، ويستر عورته، يجعل على الفرجين شيئًا يسترهما، ولا يعريه.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَعْصُرُ بَطْنَهُ عَصْرًا رَفِيْقًا»،
يمر يده على بطن الميت برفق؛ من أجل أن يخرج ما فيه - ما هو مستعد للخروج - قبل
التغسيل.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَلُفُّ عَلَى يَدِهِ خِرْقَةً ثُمَّ يُنَجِّيْهِ» الغاسل يلف الغاسل على يده خرقة، ثم ينجي الميت؛ يعني: يغسل القبل والدبر، إذا خرج منهما شيء، ويكون هذا من تحت الستارة؛ يعني: يُدخل يده ملفوفة بخرقة من تحت الستارة التي جعلها على عورته، فينجيه، يصب الماء على فرجه ويغسله، مثل الاستنجاء.
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (1455)، وأحمد رقم (17136)، والبزار رقم (3478).