×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 الوصية توصى، إنسان عليه شيء للناس أو عندك شيء للناس أوصِ، أو تريد أنك تتطوع، أوصِ، قد تنال أجرًا. ويذكره بالتوبة والاستغفار، هذه زيارة المريض، وهي فيها أجر عظيم، ولا يطول عليه الجلوس، ولا يكثر عليه الكلام، ولا يكرر الزيارة كل يوم، إلا إذا كان المريض يرغب هذا، إذا كان ما يرغب، يصير يومًا بعد يوم زيارة المريض - عيادة المريض - ثم إذا حضره الأجل وظهرت عليه علامات الموت، يذكره بالشهادة، لا يقول له: «قل: لا إله إلا الله»، بل يقول: «لا إله إلا الله»، ولا يكرره؛ لئلا يثقل على المريض، لكن يذكره بالشهادة تذكيرًا خفيفًا، فإذا تكلم، عليه بعد ذلك أن يعيد عليه التذكير أيضًا؛ ليكون آخر كلامه: «لا إله إلا الله»، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، فيذكره بـ «لا إله إلا الله»؛ ليموت عليها.

قوله رحمه الله: «وإذا تُيُقِّنَ مَوْتُهُ، غُمِّضَتْ عَيْنَاهُ»، إذا تُيقن موته، إذا ظهرت عليه علامات الوفاة، أما إذا لم يتيقن موته، إن أصابته غشوة، وأصابه إغماء، لا نقل: مات. بل يتثبت من موته، ولا يتعجل، فإذا تُيقن موته، فإنه يُستحب له أن يغمض عينيه، وأن يسد فمه؛ بأن يلُم الحنكين بعضهما مع بعض، ولا يكون فمه مفتوحًا.


الشرح

([1]أخرجه: أبو داود رقم (3116)، والنسائي رقم (10907)، وأحمد رقم (22034)، والحاكم رقم (1299).