×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 كِتَابُ الزَّكَاةِ

**********

وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حُرٍّ، مَلَكَ نِصَابًا، مِلْكًا تَامًّا، وَلا زَكَاةَ فِيْ مَالٍ حَتَّى يَحُوْلَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ، إِلاَّ الْخَارِجَ مِنَ الأَرْضِ، وَنَمَاءَ النِّصَابِ مِنَ النِّتَاجِ وَالرِّبْحِ، فَإِنَّ حَوْلَهُمَا حَوْلُ أَصْلِهِمَا.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «كِتَابُ الزَّكَاةِ»، الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، وفرضت في السنة الثانية من الهجرة، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن - يعني: إلى نجران - وقال له يوصيه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمَا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ: خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عز وجل قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُوضَعُ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ عز وجل حِجَابٌ» ([1]).

قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمَا أَهْلَ كِتَابٍ»؛ يعني: من النصارى، من أهل الكتاب وعلماء يحتاجون إلى دعوة يُدعون إلى الإسلام؛ لأن الإسلام ناسخٌ لما قبله من اليهودية والنصرانية وسائر الأديان، هو ناسخ، فهو الدين الذي اختاره الله لهذه الأمة إلى أن تقوم الساعة.


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (737)، ومسلم رقم (19).