×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 كِتَابُ الصِّيَامِ

**********

وَيَجِبُ صِيَامُ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ عَاقِلٍ قَادِرٍ عَلَى الصَّوْمِ، وَيُؤْمَرُ بِهِ الصَّبِيُّ إِذَا أَطَاقَهُ.

وَيَجِبُ بِأَحَدِ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ: كَمَالِ شَعْبَانَ، وَرُؤْيَةِ هِلالِ رَمَضَانَ وَوُجُوْدِ غَيْمٍ أو قَتْرٍ لَيْلَةَ الثَّلاثِيْنَ يَحُوْلُ دُوْنَهُ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «كِتَابُ الصِّيَامِ»، انتهى باب الزكاة، والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، انتقل إلى الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو الصيام؛ صيام رمضان، والمراد بالصيام هنا صيام رمضان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» ([1])، فعد صوم رمضان من أركان الإسلام، التي بني عليها.

قوله رحمه الله: «كِتَابُ الصِّيَامِ»، والصيام في اللغة هو الإمساك عن الشيء؛ عن المشي، عن الكلام، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا [مريم: 26]، فدلت الآية على أن الإمساك عن الكلام صيام، وكذلك الإمساك عن المشي يسمى صيامًا، فالواقف يسمى صائمًا؛ أي: عن الحركة؛ كما قال الشاعر:

خَيْلٌ صِيَامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ **** تَحْتَ العَجَاجِ وأخرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (8، 4514)، ومسلم رقم (16).