قوله رحمه الله: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ دَاوُدَ عليه السلام، كَانَ يَصُوْمُ
يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا»، أفضل الصيام صيام نبي الله داود عليه السلام،
كان يصوم يومًا ويفطر يومًا طوال حياته، فمن أراد أن يصوم صيام داود، فهو أفضل.
قوله رحمه الله: «وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ
رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الَّذِيْ يَدْعُوْنَهُ الْمُحَرَّمَ»، كذلك من الصيام
المستحب صيام شهر محرم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّم»،
لكن لا يصومه كله؛ لأنه ما صامه صلى الله عليه وسلم كاملاً، لكن يصوم أغلبه، وآكده
يوم عاشوراء، التاسع والعاشر، هذا آكد صيام المحرم.
قوله رحمه الله: «وَمَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ
فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ»، كذلك من الأيام
التي يُشرع أو يستحب صيامها عشر ذي الحجة؛ لأنه ورد أن صومها يدخل في العمل الصالح
في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ
أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ عَشْرِ ذِي
الْحِجَّةِ»، يدخل في هذا صيام العشر، فيستحب أن يصوم العشر.
قوله رحمه الله: «وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ
بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»، كذلك من أنواع
صيام التطوع صيام الستة من شوال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ
كَصِيامِ الدَّهْرِ»؛ يعني: له أجر من صام السنة؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها،
رمضان عن عشرة أشهر، وستة الأيام عن شهرين، فهذه اثنا عشر شهرًا في الفضل، هذا فضل
عظيم لصوم الست من شوال.
قوله رحمه الله: «فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ»؛ يعني: له من الأجر مثل أجر من صام كل الدهر؛ يعني: السنة، المراد بالدهر هنا: السنة.