قوله
رحمه الله: «وَصِيَامُ
يَوْمِ عَاشُوْرَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ»، صيام عاشوراء من شهر الله المحرم
كفارة السنة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي
قَبْلَهُ»؛ يعني: يكفر الذنوب الصغائر، أما الكبائر، فلا تكفر إلا بالتوبة.
قوله رحمه الله: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ
سَنَتَيْنِ»، أما يوم عرفة، فهو أفضل، لكن لغير الحاج، غير الحاج يصوم يوم
عرفة، وهو يكفر السنة الماضية والسنة المستقبلة؛ يعني: صيام سنتين، فهذا فيه فضل
عظيم صيام يوم عرفة لغير الحاج، أما الحاج، فلا يصوم يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله
عليه وسلم وقف مفطرًا في عرفة، ولما تجادلوا: هل الرسول صلى الله عليه وسلم مفطر
أو صائم؟ كما في الحديث: «أَنَّ نَاسًا
تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ،
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ،
فَشَرِبَهُ» ([1])، فدل على أنه مفطر
في يوم عرفة؛ من أجل أن يتقوى على الوقوف، ويتقوى على الدعاء، وأما غير الحاج،
فيستحب له أن يصوم يوم عرفة؛ لأنه يكفر السنة الماضية والمستقبلة، وهذا فضل عظيم.
لكن اليوم ظهر أناس
يدعون العلم، ويسمونه بالمحدثين - مع الأسف - وينكرون هذه الأشياء، يقولون: إن
صيام يوم عرفة والأحاديث الواردة فيه غير صحيحة، وهكذا يروجون على الناس، فهم لا
يعملون الطاعات، ولا يدعون الناس يفعلونها، يشككونهم.
قوله رحمه الله: «وَلا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ كَانَ بِعَرَفَةَ أَنْ يَصُوْمَهُ»، إن كان بعرفة واقفًا، حاجًّا.