×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 كِتَابُ الْحَجِّ وَالعُمْرَةُ

**********

يَجِبُ الْحَجُّ وَالعُمْرَةُ مَرَّةً فِي الْعُمُرِ، عَلَى الْمُسْلِمِ، الْعَاقِلِ، الْبَالِغِ، الْحُرِّ، إِذَا اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيْلاً.

وَالاِسْتِطَاعَةُ أَنْ يَجِدَ زَادًا، وَرَاحِلَةً ([1]) بِآلَتِهِمَا، مِمَّا يَصْلُحُ لِمِثْلِهِ، فَاضِلاً عَمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِقَضَاءِ دَيْنِهِ، وَمُؤْنَةِ نَفْسِهِ، وَعِيَالِهِ عَلَى الدَّوَامِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «كِتَابُ الْحَجِّ وَالعُمْرَةُ»، انتهى كتاب الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام، انتقل إلى الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الحج والعمرة؛ لأن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو آخرها، و الحج في اللغة: القصد.

والحج في الشرع: هو قصد بيت الله الحرام لأجل أداء المناسك. يطلق الحج، ويراد به الزيارة أو القصد، المعنى واحد، هو قصد بيت الله الحرام، أو زيارة بيت الله الحرام؛ لأجل الحج أو العمرة، هذا هو الحج، والحج فرض في السنة التاسعة بعد فتح مكة، ولكن لم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة؛ لأن البيت لم يخل من العراة ومن المشركين، والله جل وعلا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ [التوبة: 28]،


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: الترمذي رقم (813)، وابن ماجه رقم (2896).