وَيُسْتَحَبُّ أَنْ
يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ([1]) لِمَا أحبَّ ([2]) وَيَتَضَلَّعَ
مِنْهُ ([3])، ثُمَّ يَقُوْلُ:
اللهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَرِيًّا
وَشِبَعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، وَاغْسِلْ بِهِ قَلْبِيْ، وَامْلأْهُ مِنْ
حِكْمَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ([4]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ
زَمْزَمَ»، إذا فرغ من الطواف وأراد أن يذهب إلى المسعى، يستحب أن يشرب من ماء
زمزم؛ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله رحمه الله: «لِمَا أحبَّ»، لما أحب من الأغراض،
يشربه للعلم، يشربه للشفاء من المرض، يشربه لقضاء حاجة، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«مَاءُ زَمْزَمَ، لِمَا شُرِبَ لَهُ» ([5])، فهو ماء مبارك،
وفيه خير ونفع للمسلم، هو لا يُشرب من أجل الظمأ، بل يشرب عبادة، فشرب ماء زمزم
عبادة، وليس من أجل الظمأ.
قوله رحمه الله: «وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ»، ما يقول: أنا
رويان، ولا أنا بشارب. لا. بل يشرب؛ لأن هذا عبادة أفضل لك وأحسن.
ويتضلع يعني: يروى منه، يتروى منه، ما يقتصر على شرب يسير، بل يكثر منه، ما يضره، لو أنك شربت الكثير منه ما تحس به،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1218).