ولا يتعلق بالبيت، بل يقف
بما بين الركن والباب، ويدعو، ولا يتعلق بالبيت - كما يفعل الجهال - يتعلقون
بأستار الكعبة، ويضعون أيديهم عليها، ويتعلقون بالباب، هذا كله فعل العوام، ولا
دليل عليه، وليس مشروعًا.
قوله رحمه الله: «وَيَقُوْلُ: اللهُمَّ هَذا بَيْتُكَ،
وَأَنَا عَبْدُكَ...»، ليس بلازم أن يتقيد بدعاء خاص، هذا مفتوح، تدعو بما يسر
الله لك؛ بحوائجك.
قوله رحمه الله: «اللهُمَّ هَذا بَيْتُكَ، وَأَنَا عَبْدُكَ
وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، حَمَلْتَنِيْ عَلَى مَا سَخَّرْتَ لِيْ مِنْ
خَلْقِكَ، وَسَيَّرْتَنِيْ فِيْ بِلادِكَ، حَتَّى بَلَّغْتَنِيْ بِنِعْمَتِكَ
إِلَى بَيْتِكَ، وَأَعَنْتَنِيْ عَلَى أَدَاءِ نُسُكِيْ، فَإِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ
عَنِّيْ، فَازْدَدْ عَنِّيْ رِضًا، وَإِلاَّ فَمُنَّ الآنَ قَبْلَ أَنْ تَنْأَى
عَنْ بَيْتِكَ دَارِيْ، فَهَذَا أَوَانُ انْصِرَافِيْ إِنْ أَذِنْتَ لِيْ، غَيْرَ
مُسْتَبْدِلٍ بِكَ، وَلا بِبَيْتِكَ وَلا رَاغِبٍ عَنْكَ، وَلا عَنْ بَيْتِكَ.
اللَّهُمَّ فَأَصْحِبْنِي الْعَافِيَةَ فِيْ بَدَنِيْ، وَالصِّحَةَ فِيْ جِسْمِيْ،
وَالعِصْمَةَ فِيْ دِيْنِيْ، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبِيْ، وَارْزُقْنِيْ طَاعَتَكَ
أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِيْ، وَاجْمَعْ لِيْ بَيْنَ خَيْرَيِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ»، هذا الدعاء يذكره أصحاب
المناسك، وهو لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يثبت، الباب مفتوح للدعاء،
تدعو الله بما يسر الله لك، وبما تحتاجه أيضًا.
قوله رحمه الله: «ثُمَّ يُصَلِّيْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، هذا مع كل دعاء، أنك تحمد الله في أوله، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في آخره؛ لأن هذا من أسباب الإجابة، هذا من أسباب الإجابة.