فَأَمَّا الْهَدْيُ فَإِنْ
كَانَ تَطَوُّعًا، اسْتُحِبَّ لَهُ الأَكْلُ مِنْهُ؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم أَمَرَ مِنْ كُلِّ جَزُوْرٍ بِبِضْعَةٍ فَطُبِخَتْ، وَأَكَلَ مِنْ
لَحْمِهَا، وَحَسَا مِنْ مَرَقِهَا ([1])، وَلا يَأْكُلُ
مِنْ كُلِّ وَاجِبٍ إِلاَّ مِنْ هَدْيِ الْمُتْعَةِ وَالْقِرَانِ، وَقَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَدَخَلَ الْعَشْرُ، فَلا
يَأْخُذْ مِنْ شَعَرِهِ وَلا مِنْ بَشَرَتِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ» ([2]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «فَأَمَّا الْهَدْيُ فَإِنْ كَانَ
تَطَوُّعًا، اسْتُحِبَّ لَهُ الأَكْلُ مِنْهُ»، الهدي إن كان تطوعًا، أما إن
كان واجبًا، فلا يأكل منه، إن كان واجبًا عن فعل محظور، أو كان واجبًا عن ترك واجب
من واجبات الحج والعمرة، فهذا كفارة، والكفارة لا يأكل منها صاحبها، يتصدق بها
كلها، أما إذا كان الهدي تطوعًا، فإنه يستحب أن يأكل منها.
قوله رحمه الله: «فَأَمَّا الْهَدْيُ فَإِنْ كَانَ
تَطَوُّعًا، اسْتُحِبَّ لَهُ الأَكْلُ مِنْهُ»، كلوا منها.
قوله رحمه الله: «وَلا يَأْكُلُ مِنْ كُلِّ وَاجِبٍ إِلاَّ مِنْ هَدْيِ الْمُتْعَةِ وَالْقِرَانِ»، ولا يأكل من الواجب، إلا هدي التمتع والقِران يأكل منه، وأما ما كان الهدي فيه جبرانًا لترك واجب أو فعل محظور، فإنه لا يأكل منه؛ لأنه كفارة، والكفارة لا يأكل منها صاحبها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1218).