هذا
موقفهم من دعوة الرسل في الدنيا، اعترفوا بهذا حين لا ينفعهم هذا الاعتراف، وإنما
هذا من باب إقامة الحجة عليهم وقَطْع معذرتهم، وأن الله لم يظلمهم سبحانه وتعالى،
وإنما هي أعمالهم أوردتهم في نار جهنم.
ثم
عادوا على أنفسهم باللوم، ﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ
أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾ أي: لو كنا في الدنيا نسمع سماع
قَبول.
مَن
يسمع القرآن ويسمع المواعظ، ولكنه لا يعقلها ولا يفهمها، ولا يتدبرها، بل لا يريد
أن يفهمها.
ويقولون:
هذه مواعظ وقصص، وأنتم ليس عندكم إلاَّ الجنة والنار! ولا عندكم إلاَّ الوعظ! وما
عندكم إلاَّ التضييق على الناس... وما أشبه ذلك من مقالاتهم.
﴿وَقَالُواْ لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُ أَوۡ نَعۡقِلُ مَا كُنَّا فِيٓ
أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾، اعترفوا بأن الذي جعلهم من أصحاب
السعير هو أنهم ما كانوا يسمعون للرسل والنذر، ولا يعقلون ولا يتدبرون.
﴿فَٱعۡتَرَفُواْ بِذَنۢبِهِمۡ﴾ فاعترفوا على
أنفسهم، في وقت لا ينفعهم فيه الاعتراف.
﴿فَسُحۡقٗا لِّأَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾
أي: فبُعْدًا لأصحاب النار.
هذا، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله
وصحبه.
****
الصفحة 10 / 524