×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وأما مَن يعتقد في النجوم أنها تدبر الكون وأنها تُحْدِث الأشياء في الأرض، فهذا اعتقاد المنجمين الكفرة الكذبة!! فالنجوم ليس لها تدبير، وإنما هي مُدبَّرة، والتدبير بيد الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

ثم قال سبحانه وتعالى متوعدًا مَن لم يستفد من هذه الآيات الكونية العظيمة، ولم يعتبر بها: ﴿وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ، الذين لم يستدلوا بهذه الآيات على وحدانية الله واستحقاقه للعبادة، لهم ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ عَذَابُ جَهَنَّمَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ؛ لأنهم كفروا بربهم سبحانه وتعالى بعدما عاينوا آياته ومخلوقاته، ولم ينتفعوا بها، وأشركوا معه غيره في العبادة.

ثم بَيَّن حالهم في النار فقال: ﴿إِذَآ أُلۡقُواْ فِيهَا إذا أُلْقِي الذين كفروا بربهم، وطُرِحوا في جهنم ﴿سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقٗا أي: صوتًا مريعًا مفزعًا من الغضب عليهم، ﴿وَهِيَ تَفُورُ أي: تغلي بهم، وتقلبهم مثل ما تغلي القِدْر بما وُضِع فيها؛ تعذيبًا لهم.

﴿تَكَادُ، تكاد النار إذا أُلقوا فيها ﴿تَمَيَّزُ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۖ تتقطع من الغيظ عليهم؛ غضبًا عليهم لأنها تغضب لغضب الله سبحانه وتعالى.

﴿كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أي: خزنة جهنم، يوبخونهم ويقولون لهم: ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ ينذركم من هذه النار؟

﴿قَالُواْ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَنَا نَذِيرٞ، وهم الرسل، ﴿نَذِيرٞ الرسل، ﴿فَكَذَّبۡنَا وَقُلۡنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٍ: أنتم تَدَّعُون أن معكم كتبًا منزلة من الله، وهذا ليس صحيحًا، بل هو أساطير الأولين. ﴿إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ كَبِيرٖ يقولون للرسل: أنتم ضالون!!

هذا ما قابلوا به الرسل في الدنيا، كذبوهم وضللوهم، وقالوا: ما نَزَّل الله من شيء.


الشرح