تعبده حق عبادته سبحانه
وتعالى.
ثم
قال سبحانه:﴿وَلَقَدۡ
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ﴾،
السماء الدنيا هي الطبقة الدنيا الموالية للأرض، والتي هي سقف الأرض، قال سبحانه
وتعالى: ﴿وَجَعَلۡنَا
ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهَا مُعۡرِضُونَ﴾
[الأنبياء:
32]، ﴿ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فِرَٰشٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة:
22].
من
عادة الناس أنهم يزينون السقوف بالمصابيح والنقوش، الله سبحانه وتعالى زَيَّن
السماء الدنيا بمصابيح، أي: بنجوم مضيئة
﴿وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ﴾، كثيرة لا تحصى.
﴿وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ﴾،
هذا من فوائد النجوم، أنها تُرْجَم بها الشياطين التي تحاول استراق السمع.
فذَكَر
سبحانه وتعالى في هذه النجوم ثلاث منافع:
الأولى:
أنها زينة للسماء.
الثانية:
أنها رجوم للشياطين؛ وذلك أن الشياطين تحاول استراق السمع من الملائكة، فيَرْكَب بعضهم
بعضًا حتى يصلوا إلى عَنان السماء؛ ليسمعوا كلام الملائكة ويخبروا الكهان من الإنس
بما يسمعون من الملائكة، فتضربهم الشهب وتحرقهم، فلا يتمكنون من استراق السمع.
الثالثة: أنها علامات للمسافرين يسيرون عليها، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنعام: 97].