أعلاها
السماء السابعة، وفوق السماء بحر، وفوق البحر الكرسي، وَسِع السموات والأرض، وفوق
الكرسي عرش الرحمن، فهو أعلى المخلوقات وأعظمها، والله مستوٍ على عرشه فوق
مخلوقاته، سبحان الله!!
﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَانِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾: ما يكون في هذه السموات خلل ولا نقص، بل هي متكاملة
قوية.
﴿فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ﴾:
انظر إليها، تأمل فيها، ﴿هَلۡ
تَرَىٰ مِن فُطُورٖ﴾ هل ترى
فيها مِن تصدع؟ هل ترى فيها من خلل؟
وهذا
يدل على عظمة الله سبحانه وتعالى، الذي أحسن كل شيء خلقه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ
تَحۡسَبُهَا جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ أَتۡقَنَ
كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ﴾
[النمل: 88].
﴿ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ﴾
أي: كَرِّر البصر مرة ثانية؛ لأنه من الممكن أنك في المرة الأولى ما أجهدت نفسك
ولا استكملت النظر، كَرِّر وكَرِّر عدد مرات وتأكد، فهي معروضة أمامك.
﴿يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ﴾
أي: يرجع إليك البصر، ﴿خَاسِئٗا﴾
أي: عاجزًا عن إدراك أي خلل فيها، مهما كان معك من المكبرات البصرية.
فلو
أنك أتيت بكل ما في الدنيا من المراصد والمكبرات للنظر، ومن مجاهر، فلن تدرك في
السماء خللاً أو تصدعًا!! وهذا تَحَدٍّ مستمر لجميع الخلق، لم يستدرك عليه أحد.
﴿وَهُوَ حَسِيرٞ﴾ أي: وهو ضعيف كليل، لم يقدر
على إدراك خلل في هذه السموات.
فإذا كان كذلك، وجب عليك أن تُعَظِّم الله سبحانه وتعالى حق تعظيمه، وأن