فإن
العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل. وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا،
لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا.
قال
سبحانه وتعالى في سورة الكهف: ﴿إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا﴾ [الكهف: 7].
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾.
﴿وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ﴾ أي: القوي الغالب، الذي لا يغلبه
شيء، فهو العزيز بمعنى: القوي الغالب الذي لا يُعجزه شيء، سبحانه وتعالى.
﴿ٱلۡغَفُورُ﴾، فهو مع كونه عزيزًا،
سبحانه وتعالى - غفور لمن تاب، فهو عزيز على من عصاه وتكبر وأُعجب بقوته، فالله
أقوى منه، لكن مع عزته وقوته فإنه سبحانه وتعالى غفور لمن تاب إليه وأناب إليه، فإن
الله يغفر له ويتوب عليه.
﴿ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ﴾
أي: أوجدها من العدم.
﴿طِبَاقٗاۖ﴾، بعضها فوق بعض، وبينها مسافات عظيمة؛ كما جاء في الحديث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالَ: قُلْنَا: السَّحَابُ، قَالَ: «وَالْمُزْنُ» قُلْنَا: وَالْمُزْنُ، قَالَ: «وَالْعَنَانُ»، قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ؟» قَالَ: قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ» ([1]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4723)، والترمذي رقم (3320)، وابن ماجه رقم (193)، وأحمد رقم (1770).