×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 فمعنى «مبارك»: أن الله سبحانه وتعالى جَعَل فيك بركة، قال سبحانه وتعالى على لسان عيسى عليه السلام: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ [مريم: 31]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ [ص: 29].

فهو الذي يَمنح البركة سبحانه وتعالى، ويجعلها فيما يشاء. أما الإنسان فإنه لا يتبارك بنفسه، وإنما الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطيه البركة ويجعله مباركًا.

ولفظة ﴿تَبَارَكَ تكررت في القرآن؛ مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1].

﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِيٓ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيۡرٗا مِّن ذَٰلِكَ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَيَجۡعَل لَّكَ قُصُورَۢا [الفرقان: 10].

﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا [الفرقان: 61].

﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ [المؤمنون: 14].

﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [غافر: 64].

وهنا قال: ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ.

في هذه الآية الكريمة أثنى الله سبحانه وتعالى على نفسه بثلاث صفات:

الصفة الأولى: أنه ﴿بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ أي: في تدبيره وقبضته وتصريفه، فهو مالك المُلْك كله، ولا أحد يشاركه في ذلك، ولكن الله سبحانه وتعالى يُملِّك مَن شاء من عباده تمليكًا مؤقتًا. وأما المُلْك المطلق والمُلْك الباقي، فهو لله سبحانه وتعالى، فهو مالك المُلْك.

الصفة الثانية: ﴿وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ على كل شيء إذا أراده الله سبحانه وتعالى، فهو قدير عليه، لا يستعصي عليه، فهذا وَصْف له بعظمة القدرة وشمولها، وأنه لا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى.


الشرح