وهذه
متكررة في القرآن: قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا﴾ [الكهف: 45].
وأما
قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ
عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ﴾
[الشورى: 29] قَيَّد الله سبحانه وتعالى القدرة بالمشيئة، فهذا في جمع الناس يوم
القيامة، جَمْع أهل السموات والأرض، فهو قادر على ذلك إذا شاءه سبحانه وتعالى.
الصفة
الثالثة: أنه وَصَف نفسه، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ
وَٱلۡحَيَوٰةَ﴾ قَدَّم الموت على الحياة، وهو العدم؛ لأن الإنسان
معدوم، ثم أوجده الله سبحانه وتعالى. وكل الأشياء ميتة، ثم يحييها الله سبحانه
وتعالى بعد موتها.
وهذا
فيه دليل على أن الموت مخلوق، خلقه الله سبحانه وتعالى من جملة مخلوقاته.
﴿وَٱلۡحَيَوٰةَ﴾، التي هي الوجود والحركة،
والنمو بعد العدم، والله عز وجل يحيي الأرض بعد موتها، ويحيي النُّطَف في الأرحام،
ويَخلق منها الأجنة، ثم يُوجِد فيها الحياة والحركة.
فالحياة
عمومًا على قسمين:
القسم
الأول: حياة النمو؛ كما يكون في النبات، وكما يكون في الجنين
قبل نفخ الرُّوح فيه، فإن حياته حياة نمو، وليست حياة حركة.
القسم
الثاني: حياة الحركة، وهي ما إذا نَفَخ الرُّوح فيه ومَنَحه
الحركة.
فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الموت، وهو الذي خلق الحياة، فهذا يدل على قدرته سبحانه وتعالى، وقد ذكر ذلك بعد قوله سبحانه وتعالى: ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾، ومن قدرته سبحانه وتعالى أنه قَدَر على خلق الموت والحياة.