×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم، وهم المؤمنون، أي: يخافون الله سبحانه وتعالى، ويعبدونه حق عبادته، فالخشية نوع من أعظم أنواع العبادة.

﴿يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ قيل: أي: في حال غَيبتهم عن الناس، فهم مطيعون لله سبحانه وتعالى ويخشونه، سواء كانوا ظاهرين للأبصار أو كانوا غائبين منفردين، فهم يراقبون الله عز وجل ولا يراقبون الناس، تستوي في ذلك سرائرهم وعلانيتهم. وهذا دليل على قوة إيمانهم وصِدق يقينهم؛ لأنهم يخافون الله سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا، سواء كانوا ظاهرين للناس أو كانوا مستترين عنهم.

هذا بخلاف الذي يتظاهر بالخَشية والتقوى عند ظهوره للناس، فإذا توارى عنهم فإنه يُطْلِق لنفسه الحرية في الشر، ولا يراقب الله سبحانه وتعالى وإنما يراقب الناس!! قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا [النساء: 108].

وقيل: ﴿يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ أي: إنهم يخافون الله ويعبدونه، وإن لم يروه في الدنيا، وإنما اعتمدوا على الأدلة والبراهين الدالة على وحدانيته، فهم قد آمنوا بالله ولم يروه سبحانه وتعالى، وعبدوه ولم يروه، وإنما صَدَّقوا الرسل، وصَدَّقوا الأدلة والبراهين الدالة على الله سبحانه وتعالى.

﴿لَهُم مَّغۡفِرَةٞ: مغفرة من ذنوبهم؛ لأنه قَلَّ مَن يَسْلَم من الذنوب فمستقل ومستكثر. وتحصل الذنوب من المؤمنين، وتحصل من الذين يخشون ربهم، والله عز وجل يغفرها لهم.

﴿وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ: على إيمانهم وأعمالهم الصالحة.

فالله يغفر ذنوبهم، ويأجرهم على أعمالهم الصالحة، هذا ما وَعَد الله سبحانه وتعالى به المؤمنين.


الشرح