فالمؤمنون يَلْقَون
الكرامة والجنات، والمشركون والمنافقون يَلْقَون الهوان والعذاب.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿فَأَمَّا
مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ
١٩ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ ٢٠ فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ ٢١ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣ كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيَٓٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ
ٱلۡخَالِيَةِ﴾.
﴿فَأَمَّا﴾: تفصيل، ﴿مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ﴾ أي:
الكتاب الذي كتبتْه عليه الحفظة، وسَجلت فيه أعماله في الدنيا، فإنه يُعْطَى هذا
الكتاب يوم القيامة: إن كان من أهل الإيمان والعمل الصالح، فإنه يؤتى كتابه بيده
اليمنى تكريمًا له. وإن كان من الكفرة والمشركين، فإنه يُعْطَى كتابه بيده اليسرى
إهانةً له. كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ
لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا ١٣ ٱقۡرَأۡ
كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا ١٤ مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي
لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ
وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾ [الإسراء: 13- 15].
﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ﴾
أي: أُعْطِي كتاب أعماله، ﴿بِيَمِينِهِۦ﴾:
بيده اليمنى تكريمًا له، فإنه يفرح ويُسَر، ويقول للناس جميعًا ﴿هَآؤُمُ﴾:
﴿هَآؤُمُ﴾
أي: هَلُمَّ، أو تعالَوْا، أو هاكم، ﴿ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ﴾؛
لأن فيه الخير والفرح والسرور.
ثم بَيَّن السبب في ذلك، وقال:، ﴿ظَنَنتُ﴾ أي: تيقنتُ. لأن «الظن» يأتي بمعنى «اليقين» أحيانًا؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 46] أي: يتيقنون أنهم ملاقو ربهم.