×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ﴿سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ: ﴿سَأَلَ بمعنى: دعا، دعا على نفسه وعلى قومه أن يُنزل الله سبحانه وتعالى بهم العذاب الذي توعدهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يؤمنوا.

واستعجلوا عذاب الله سبحانه وتعالى من باب التكذيب، وكأنهم يُعجزون الله عز وجل، ويستبعدون عذابه وأنه لا يقع؛ ليَغُروا غيرهم من المشركين والكفرة، ويستمروا على ما هم عليه.

وعذاب الله واقع لا محالة، لكن متى يقع؟ الله سبحانه وتعالى أعلم بذلك! إما في الدنيا؛ كما حصل لهم يوم بدر، فهذا القائل قُتِل يوم بدر صبرًا - والعياذ بالله -. وإما في الآخرة، والآخرة قريبة؛ لأن كل ما هو آتٍ فهو قريب، فهم وإن استعجلوه ولم يقع بهم عاجلاً، فهو ينتظرهم.

والله لا يُغَيِّر سُنته سبحانه وتعالى ولا يُخْلِف وعده، وهو حليم لا يَعْجَل سبحانه وتعالى، فهو لا يغير ما قَدَّره وقضاه وما أَجَّل له أجلاً من أجل تحدي الكفار؛ لأنه لا يُغَيِّر سُنته سبحانه وتعالى ولا يُخْلِف وعده.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿لِّلۡكَٰفِرِينَ أي: هذا العذاب للكافرين الذين لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم.

﴿لَيۡسَ لَهُۥ دَافِعٞ أي: إذا وقع. فليس له دافع يدفعه قبل وقوعه، أو يرفعه بعد وقوعه. بل هو بأمر الله سبحانه وتعالى الذي لا يُرَد، ولا يدفعه جنود ولا حصون، ولا أسلحة ولا مخترعات ولا دبابات، ولا طائرات ولا دفاعات الجو، دفاعات الدنيا ما تدفع هذا العذاب.

ولو كان هذا العذاب من أحد غير الله سبحانه وتعالى، لكان من الممكن مدافعته وتُمْكِن النجاة منه، لكن هذا العذاب من الله سبحانه وتعالى الغالب القهار.


الشرح