وهذا
فيه تصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ
مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ [هود: 8].
فهو
﴿مِّنَ ٱللَّهِ ذِي
ٱلۡمَعَارِجِ﴾، أي: صاحب المعارج، أو مالك المعارج.
و﴿ٱلۡمَعَارِجِ﴾:
جمع مِعراج، وهو المِصْعَد. والعُرُوج: هو الصعود. فذو المعارج هو الله سبحانه
وتعالى، رفيع الدرجات، وهو في العلو الأعلى، فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، تصعد
إليه الأشياء من الأرض.
﴿تَعۡرُجُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾ تصعد
وتنزل بالأوامر والمقادير.
﴿وَٱلرُّوحُ إِلَيۡهِ﴾: قيل: المراد به: أرواح بني
آدم عند قبضها، يُصعد بها إلى الله سبحانه وتعالى وتُستفتح لها أبواب السماء:
فإن
كانت أرواحًا طيبة وأرواحًا مؤمنة، فُتِح لها وتجاوزت إلى السماء السابعة، ورأت من
كرامة الله عز وجل، ومن الرَّوْح والريحان والنعيم ما تُسَر به، ثم تعاد إلى
الأرض.
وإن كانت أرواحًا خبيثة، وهي أرواح الكفار، فإنها لا تُفتح لها أبواب السماء، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَٱسۡتَكۡبَرُواْ عَنۡهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمۡ أَبۡوَٰبُ ٱلسَّمَآءِ وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُجۡرِمِينَ﴾ [الأعراف: 40]، بل تُلْقَى وتُطْرَح طرحًا إلى الأرض - والعياذ بالله - تعذيبًا لها؛ كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، الطويل الذي فيه صفة قبض الأرواح عند الموت، وما يحصل لها ([1]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4753) وأحمد رقم (18601)، والطيالسي رقم (789).