×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فالمراد بالرُّوح: اسم جنس، أي: جميع أرواح بني آدم، مؤمنين وكافرين.

وقيل: المراد بالرُّوح: جبريل عليه السلام، أفرده الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكره مع الملائكة من باب الإكرام له والتعظيم له والتنويه بشأنه عليه السلام، سماه الله رُوحًا في قوله: ﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ [الشعراء: 193]، وقوله تعالى: ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ [النحل: 102]، وهو جبريل عليه السلام.

وقيل: المراد بالرُّوح: خَلْق من خلق الله لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

ولا مانع أن تكون جميع هذه الأقوال داخلة في تفسير الآية.

﴿إِلَيۡهِ أي: إلى الله سبحانه وتعالى. فهذا فيه إثبات العلو لله عز وجل، فهو من أدلة علو الله سبحانه وتعالى على خلقه.

﴿فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ أي: هذا اليوم مقداره خمسون ألف سنة.

وفيه قولان:

القول الأول: المراد به المسافة التي بين العرش وتخوم الأرض، أسفل الأرض، تخترقه الملائكة بسرعة صعودًا ونزولاً. هذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى.

والقول الثاني: أن المراد بخمسين ألف سنة يوم القيامة؛ لأن الخلائق يقفون في المحشر خمسين ألف سنة على أقدامهم قبل الحساب، هذا بالنسبة للكفار. أما المؤمن فإنه يسير عليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ َسِيرٌ ٩ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ [المدثر: 9- 10]، نسأل الله العافية.


الشرح