فالمراد
بالرُّوح: اسم جنس، أي: جميع أرواح بني آدم، مؤمنين وكافرين.
وقيل:
المراد بالرُّوح: جبريل عليه السلام، أفرده الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكره مع
الملائكة من باب الإكرام له والتعظيم له والتنويه بشأنه عليه السلام، سماه الله
رُوحًا في قوله: ﴿نَزَلَ
بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ﴾ [الشعراء: 193]، وقوله
تعالى: ﴿قُلۡ
نَزَّلَهُۥ رُوحُ ٱلۡقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلۡحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَهُدٗى وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [النحل:
102]، وهو جبريل عليه السلام.
وقيل:
المراد بالرُّوح: خَلْق من خلق الله لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
ولا
مانع أن تكون جميع هذه الأقوال داخلة في تفسير الآية.
﴿إِلَيۡهِ﴾ أي: إلى الله سبحانه وتعالى. فهذا
فيه إثبات العلو لله عز وجل، فهو من أدلة علو الله سبحانه وتعالى على خلقه.
﴿فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥ خَمۡسِينَ أَلۡفَ سَنَةٖ﴾
أي: هذا اليوم مقداره خمسون ألف سنة.
وفيه
قولان:
القول
الأول: المراد به المسافة التي بين العرش وتخوم الأرض، أسفل
الأرض، تخترقه الملائكة بسرعة صعودًا ونزولاً. هذا من عجائب قدرة الله سبحانه
وتعالى.
والقول الثاني: أن المراد بخمسين ألف سنة يوم القيامة؛ لأن الخلائق يقفون في المحشر خمسين ألف سنة على أقدامهم قبل الحساب، هذا بالنسبة للكفار. أما المؤمن فإنه يسير عليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ َسِيرٌ ٩ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ﴾ [المدثر: 9- 10]، نسأل الله العافية.