وعلى
كل حال، هذا يوم طويل، وفيه أقوال مأثورة عن السلف؛ كما ذكر ابن جرير وابن كثير...
وغيرهما.
لكن
هناك إشكال، وهو أن الله في آية أخرى ذَكَر أن مقداره ألف سنة، قال سبحانه وتعالى:
﴿يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ
ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ إِلَيۡهِ فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: 5].
كيف
يُجْمَع بين الآيتين الكريمتين؟
فيه
أقوال أهل العلم:
القول
الأول: هذا اختلاف السير، فالسير يختلف، فمنه سير سريع ومنه
سير بطيء، فالسير السريع يكون مقداره ألف سنة، والسير البطيء يكون مقداره خمسين
ألف سنة.
القول
الثاني: أن المراد بذلك ما بين أعلى الأرض والسماء الدنيا
مقداره ألف سنة. وأما ما بين العرش وبين التخوم، أسفل الأرض، فمقداره خمسون ألف
سنة. فيكون اختلاف المسافة باختلاف المراد فيما بين السماء والأرض؛ كما في الحديث
الصحيح أن بينهما خمس مِائة عام.
القول
الثالث: هو التوقف في هذا، الله أعلم به.
قال
الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱصۡبِرۡ﴾ أي: لا
تكترث بما يقولون، ولا تحزن لما يقولون من التكذيب والتحقير لشأنك، لا يهمك هذا،
اصبر عليهم وعلى شرهم وعلى ما يواجهونك به من الأذى والتكذيب والسخرية، اصبر على
هذا، ولا تجزع أو تسخط أو تتضايق من أذاهم.
﴿فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا﴾: «الصبر الجميل»: هو الصبر الذي ليس معه شكوى إلى الخَلْق، وإنما الشكوى فيه إلى الله سبحانه وتعالى؛ كما قال يعقوب عليه السلام: