×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿كَلَّآۖ، المراد بها هنا - والله أعلم - أي: أن هذه المحاولات منتفية يوم القيامة.

﴿إِنَّهَا لَظَىٰ أي: النار - والعياذ بالله - ليس هناك مخلص منها!! قال سبحانه وتعالى: ﴿وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا [الكهف: 53].

ليس هناك إلاَّ النار، كل المحاولات بارت وفَشِلت، إذًا ما بقي إلاَّ النار - والعياذ بالله - للكافر والمشرك.

﴿نَزَّاعَةٗ لِّلشَّوَىٰ: تنزع جلدة الرأس. وقيل: المراد: الأعضاء تتقطع ثم تعود كما كانت. نسأل الله العافية.

﴿تَدۡعُواْ أي: تنادي وتعرف أهلها؛ لتأخذهم، ﴿مَنۡ أَدۡبَرَ: مَن أدبر في الدنيا عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وأدبر عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿وَتَوَلَّىٰ أي: ليس له رغبة ولا رجوع إليها.

﴿وَجَمَعَ أي: جمع المال. ﴿فَأَوۡعَىٰٓ ولم ينفق منه في طاعة الله.

أما الذي يَجمع المال من الحلال، وينفق في سبيل الله عز وجل، ويُخْرِج الزكاة ويتصدق، ويعتبر أن هذا المال نعمة من الله سبحانه وتعالى، ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى منه؛ فهذا هو الذي يكون ماله خيرًا في الدنيا والآخرة.

أما هذا الذي جَمَع المال، وأغلق عليه الأبواب والأكياس، وأغلق عليه الصناديق، ولم يُخْرِج منه شيئًا؛ فما الذي استفاده منه؟!

هذا، وبالله التوفيق،

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

****


الشرح