في
هذا اليوم ﴿وَلَا
يَسَۡٔلُ حَمِيمٌ حَمِيمٗا﴾ أي: لا يَسأل القريب قريبه،
مع أنه يراه.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿يُبَصَّرُونَهُمۡۚ
يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ﴾، وهو الكافر. كذلك العاصي الذي
عليه ذنوب يستحق عليها العذاب.
﴿يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۢ﴾ أي: يدفع فدية بدله ولا يُعَذَّب، ولو بأقرب الناس، ففي
الآخرة ليس هناك فدية. ﴿وَصَٰحِبَتِهِۦ﴾
وهي: زوجته، يود أن يقدمها للعذاب ويَسْلَم.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَفَصِيلَتِهِ
ٱلَّتِي تُٔۡوِيهِ﴾ أي: قبيلته التي يَأوي إليها في
الدنيا ويَدخل فيها، وتمنعه وتناصره وتؤيده، لا تنفعه يوم القيامة، ولو كان من
أشرف قبيلة.
﴿وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ﴾:
عَمَّم الله سبحانه وتعالى أن الفدية لا تنفع مهما بلغت بعدما خصص، ﴿يَوَدُّ ٱلۡمُجۡرِمُ لَوۡ
يَفۡتَدِي مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِئِذِۢ بِبَنِيهِ﴾.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفۡتَدُواْ بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِ
ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾
[المائدة: 36].
فالفدية
لا تُقْبَل يوم القيامة مهما كانت، ولا الوساطة، لا يَدفع أحد عن أحد، كُلٌّ مشغول
بنفسه وبجريمته وبعمله.
فكثير من الناس، ونحن منهم - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله - يقرأ هذه الآيات، وكأنها تعني غيره، ونحن لا نفكر فيها، مع أننا سنَقْدُم على هذا اليوم وعلى هذا الموقف. فما هو المُخَلِّص منه؟ المُخَلِّص مُيَسَّر وهو طاعة الله سبحانه وتعالى، واتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأعمال الصالحة.