وبعض الناس يتساهلون في أمر الشهادة، ويعتبرونها
نوعًا من النُّصرة لصديقه أو قريبه أو قريبته.
ثم
ختم الصفات فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ﴾:
خَتَم الله سبحانه وتعالى الآيات بما بدأها به.
فالصلاة
أول الأمر وآخر الأمر، يحافظون على وقتها، يحافظون على جماعتها، يحافظون على
أركانها وواجباتها وشروطها، يحافظون عليها، يأتون بها محفوظة من كل نقص أو كل
مبطل.
لا
تُصَلِّ لمجرد الصلاة فقط، تركع وتسجد وتقوم، ليس هذا هو المطلوب فقط، المطلوب أن
تكون صلاتك صحيحة، صلاتك قائمة، صلاتك على الوجه المشروع.
وليس
في أي وقت تصلي؛ لأن بعض الناس يسهر الليل وينام النهار، فإذا استيقظ المغرب يصلي
الصلوات الفائتة، هذا لا تُقبل منه صلاته.
يجب
أن تحافظ عليها في أوقاتها مع الجماعة، تحافظ على أركانها وعلى شروطها وواجباتها
وأعمالها؛ كما أمر الله سبحانه وتعالى بذلك.
فليس
المقصود الصلاة الصورية، وإنما المقصود الصلاة الصحيحة المُبْرِئة للذمة، تصلي كما
أمرك الله سبحانه وتعالى، لا كما تـأمرك نفسك.
قال
سبحانه وتعالى في بيان جزاء هؤلاء: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ﴾.
فَهُم في جنات مكرمون، نسأل الله الكريم من فضله وإحسانه. فقد يكون الإنسان في قصر
مَشِيد وفي أُبهة، لكنه منغص بالأمراض، ومنغص بالأوجاع.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
****
الصفحة 11 / 524