فيجب
على الشاهد أن يكون قائمًا بالشهادة، لا يشهد إلاَّ بحق، ولا يَكتم الشهادة إذا
احتيج إليها، قال سبحانه وتعالى: ﴿۞وَإِن كُنتُمۡ عَلَىٰ سَفَرٖ وَلَمۡ تَجِدُواْ كَاتِبٗا فَرِهَٰنٞ مَّقۡبُوضَةٞۖ فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَٰنَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ
رَبَّهُۥۗ وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ
قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾
[البقرة: 283].
ولا
يُحَرِّف الشهادة ويَكذب فيها على حَسَب هواه، قال سبحانه وتعالى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ﴾ [النساء: 135]، يشهد لله سبحانه وتعالى؛ إبراء لذمته.
وقال تعالى: ﴿شُهَدَآءَ
لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ﴾ [النساء: 135]: لا تُحابِ أحدًا بشهادتك، فتشهد للقريب
أو الصديق وأنت كاذب؛ من أجل أن تنفعه - بزعمك - وتساعده، وأنت في الحقيقة تخذله
وتضره، بل قل الحق ولو كان مُرًّا على القريب أو البعيد، بل وعلى نفسك، قال سبحانه
وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا
يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلَّا تَعۡدِلُواْ ٱعۡدِلُواْ هُوَ
أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا
تَعۡمَلُونَ﴾ [المائدة: 8].
ولا
تحملك القرابة على أن تحيد في الشهادة، بل تؤديها على الواجب المطلوب، سواء كانت
لهم أم عليهم!! حتى الكافر إن شهدت عليه فلا تكذب في شهادتك؛ فالشهادة مسئولية،
وليست كلمة تقال على حَسَب رغبات الإنسان.
وشهادة الزور من أكبر الكبائر - والعياذ بالله -، وفي الحديث الصحيح: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَنْ تَزُولَ قَدَمُ شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى يُوجِبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ» ([1]).
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2373).