كذلك الأمانات التي بينك وبين الناس، يُودِعون
عندك أموالاً، تحافظ عليها وتؤديها لهم، ولا تعتدِ عليها ولا تضيعها.
كذلك
الأسرار التي تؤتمن عليها، لا تفشها ولا تخبر بها، فهذه أمانة، فعليك أن تحافظ على
الأسرار التي في إفشائها ضرر على الناس.
وكذلك
الوظائف أمانة تقوم بأعمالها، فالموظف مؤتمن، يقوم بوظيفته، ويؤدي العمل الذي
عليه، ولا يضيع عمله ولا يتساهل فيه.
فالأمانات
شاملة فيما بين الله سبحانه وتعالى والعباد، وفيما بين الخلق. فيجب عليك أن تؤدي
الأمانة.
وليس
هنالك أحد لم يتحمل الأمانة، كل على حَسَب حاله، فعلى المسلم أن يراعي أماناته
ويقوم بها، وإلا فإنه سيُسأل عنها يوم القيامة.
والعهود
والمواثيق التي بين الناس، بين المسلمين بعضهم مع بعض، سواء العهد مع ولي الأمر،
أو العهد مع سائر الناس. وكذلك العهود التي بين المسلمين وبين الكفار.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ
أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 34].
فتراعي
العهد الذي بينك وبين الله سبحانه وتعالى، والعهد الذي بينك وبين ولي الأمر،
والعهد الذي بينك وبين الناس - مؤمنهم وكافرهم - فالعهد مسئولية.
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ﴾: «الشهادة»: هي الإخبار عن الشيء المُتيقَّن. وتكون عند القاضي، وتكون على العقود.