×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ: «الأمانات»: جمع أمانة، وهي ما اؤتمن عليه الإنسان، واستُحفظ عليه الإنسان.

قال سبحانه وتعالى: ﴿۞إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النساء: 58]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الأنفال: 27].

فـ «الأمانة»: كل ما اؤتمن عليه الإنسان.

فالفرائض أمانة بينك وبين الله عز وجل، تقوم بها، وتحافظ عليها ولا تضيع فرائض الله سبحانه وتعالى.

المحارم التي حرمها الله أمانة، تجتنبها وتبتعد عنها. فالأمانة تكون بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى، وهي أعظم الأمانات.

قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا [الأحزاب: 72]، فالأمانة يراد منها في هذه الآية أمانة التكاليف الشرعية، هذه هي الأمانة بين العبد وبين ربه.

والوضوء أمانة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصيام أمانة.

والله عز وجل رقيب عليك وحسيب عليك، حتى ولو لم يَدْرِ الناس عنك ولم يعلموا، فالله سبحانه وتعالى رقيب عليك، مطلع عليك، حفيظ عليك سبحانه وتعالى، فراعِ الأمانة التي بينك وبين الله سبحانه وتعالى.

﴿رَٰعُونَ أي: يحفظونها ويؤدونها إلى مَن ائتمنهم عليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَدِّ الأَْمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3534)، وأحمد رقم (15424).