وقيل:
﴿مُهۡطِعِينَ﴾
أي: يستمعون القرآن، ولكن لا يتدبرونه ولا يعلمون ما فيه؛ لأنهم لا يريدون ذلك،
فهم يسمعون لمجرد السماع فقط، وربما يكون قصدهم من السماع هو الاستهزاء برسول الله
صلى الله عليه وسلم وبالقرآن.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿عَنِ
ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ﴾ أي: عن يمين وعن شمال رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
﴿عِزِينَ﴾: جمع عِزَة، وهي الفِرقة والقطعة من الناس. فهم
من شدة الفرار تَقَطَّعوا، كُلٌّ اتجه إلى جهة، لا لشيء إلاَّ لأجل معصية الرسول
صلى الله عليه وسلم والتكبر عن اتباعه، مع أن طاعته واتباعه خير لهم.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿أَيَطۡمَعُ
كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُدۡخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٖ﴾
أي: مع هذا الإعراض ومع هذا الإنكار يطمعون في دخول الجنة؟! فيَدَّعون
لأنفسهم أنهم يدخلون الجنة مع هذا العمل القبيح، وطمعوا في ذلك من غير اتباع لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فدل
هذا على أن كل مَن طَمِع في دخول الجنة من غير اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فإنه لا يدخلها؛ كما عليه غلاة الصوفية الذين يزعمون أنهم ليسوا بحاجة إلى الرسول
صلى الله عليه وسلم ! وأنهم يدخلون الجنة بدون اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم !
ويقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو للعوام من الناس!! فهذا شبيه بحالة
الكفار الذين يطمعون في دخول الجنة من غير اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم نفي الله سبحانه وتعالى هذا الطمع وأبطله، فقال تعالى: ﴿كَلَّآۖ﴾: لا يدخلون الجنة وهم على هذه الحالة!! فدل ذلك على أن مَن مات على الكفر، فلا طمع له في دخول الجنة.