×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ أي: خَلَقهم الله عز وجل من الماء المَهين، فكيف يستكبرون عن طاعة الرسول وهذا أصلهم؟!

وقيل: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَٰهُم مِّمَّا يَعۡلَمُونَ: رَدٌّ على مَن أنكر البعث، والمشركون والكفار ينكرون البعث، ولم ينظروا إلى بداية الخَلْق. فالله سبحانه وتعالى خَلَقهم، فالذي قَدَر على خلقهم من ماء مَهين قادر على أن يعيدهم ويبعثهم من باب أَوْلى.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الروم: 27]. ففي مقتضى النظر أن الذي يَقْدِر على البداية يَقْدِر على الإعادة من باب أَوْلى، مع أن الله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء، سبحانه وتعالى.

بل إن الذي خَلَق السموات والأرض على قوتهما وصلابتهما - ألاَّ يَقْدِر على أن يخلق هذا الإنسان ويعيده؟!

والمُقْسَم عليه: ﴿إِنَّا لَقَٰدِرُونَ أي: لا نعجز عن إعادتهم، قادرون على كل شيء. لم يقل سبحانه وتعالى: «إنا لقادرون على إعادتهم».

﴿عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ: قيل: المراد: نهلكهم ونأتي بقوم آخرين أحسن منهم؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38].

﴿وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ أي: لسنا عاجزين عن ذلك. أو أنهم لا يسبقوننا ويفوتوننا، بل نحن محيطون بهم، قادرون عليهم لأنهم في قبضتنا.

ثم قال سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ: أنت - أيها الرسول - بَلَّغتَهم الرسالة وأقمتَ عليهم الحُجة، ولا تملك هدايتهم، فالهداية بيد


الشرح