الله
سبحانه وتعالى، وما على الرسول إلاَّ البلاغ، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ
أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ﴾
[الشورى: 48].
وهذا
وقتَ أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، فهو مقتصر على البلاغ. ولما
هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ووجد المسلمين والأنصار والقوة، أُمِر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالجهاد، بعد الدعوة أُمِر بالجهاد في سبيل الله سبحانه
وتعالى.
﴿حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ﴾:
الذي وعدهم الله سبحانه وتعالى على ألسن رسله، وهو يوم القيامة والبعث والنشور،
فإنهم لم يُخْلَقوا عبثًا ولم يُخْلَقوا سُدًى، أبدًا، ولم يُخْلَقوا للهو واللعب.
﴿يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ﴾
أي: من القبور، ثم يسيرون إلى المحشر، ولا أحد يتخلف أو يختفي، ولا أحد يمكث في
القبور، بل يخرجون قهرًا عنهم.
﴿سِرَاعٗا﴾ أي: يمشون سراعًا، يتجهون إلى المحشر، لا يتخلف
منهم أحد.
﴿كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ﴾
قيل: المراد بـ ﴿نُصُبٖ﴾:
هو الصنم؛ لأن المشركين كانوا يتسارعون إلى الأصنام، أيهم يصل إليها أولاً،
فيتمسحون بها ويتبركون بها، فهم يسرعون إلى المحشر كما يسرعون إلى الأصنام.
وقيل:
المراد بالنصب: العَلَم، الذي يكون للجند يسيرون خلفه، فكأنهم يسيرون خلف عَلَم
يلتفون حوله، ولا يتخلف أحد.
﴿يُوفِضُونَ﴾
أي: يمشون مسرعين.
قال سبحانه وتعالى: ﴿خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ﴾: هذه هي حالهم عند المسير، أي: ذليلة، لا ينظرون إلى فوق؛ من الذلة والخوف.