×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

أي: تغشاهم الذلة والخزي والعار - والعياذ بالله - مِن هول ما يَلْقَوْن ومن شناعة ما عملوه في الدنيا.

قال سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ: هذا اليوم الذي وصفناه ووصفنا حالهم فيه - هو اليوم الذي كانوا يوعدونه، وكَذَّبوا به لما أخبرتهم عنه الرسل، ولكن كَذَّبوا به واستبعدوه استبعادًا عجيبًا، فهم ادعَوْا أن الله سبحانه وتعالى يَعجز أن يعيدهم وجحدوا هذا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا وَرُفَٰتًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ خَلۡقٗا جَدِيدًا [الإسراء: 98]، استنكار منهم، فهم عَجَّزوا الله سبحانه وتعالى، وكَذَّبوا رسله، وجحدوا البعث والنشور، حتى أتاهم هذا اليوم، وهم على غير استعداد له، وجاءهم ما لم يكونوا يحتسبون، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ [الزمر: 47]، فهذه هي حالهم، والعياذ بالله.

كل هذا بسبب أنهم تكبروا عن الحق، وعَصَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستبعدوا البعث والنشور والجزاء والحساب، استبعدوا هذا، فماذا تكون حالهم حينئذٍ؟ نسأل الله العافية.

حصل هذا اليوم ووقع كما أخبرت به الرسل، فبَطَل بذلك إنكارهم واستبعادهم له.

وبهذا انتهت هذه السورة العظيمة، وما فيها من الآيات العظيمة من تقرير الرسالة، وتقرير البعث والنشور، وتقرير الجزاء والحساب.

فهي سورة عظيمة، وفيها بيان حالة الإنسان وصفات الإنسان إذا لم يهتدِ.

وفي هذه السورة من عجائب آيات الله سبحانه وتعالى الشيء الكثير، لمن يتأمل ويتدبر ويتعظ بآيات الله سبحانه وتعالى.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

****


الشرح