الدرس الحادي والسبعون
قَال
تعالى: ﴿قَالَ
نُوحٞ رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ
وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا خَسَارٗا ٢١ وَمَكَرُواْ
مَكۡرٗا كُبَّارٗا ٢٢ وَقَالُواْ
لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ
وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا ٢٣ وَقَدۡ
أَضَلُّواْ كَثِيرٗاۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا ضَلَٰلٗا ٢٤ مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمۡ أُغۡرِقُواْ فَأُدۡخِلُواْ نَارٗا فَلَمۡ
يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارٗا ٢٥ وَقَالَ
نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ دَيَّارًا ٢٦ إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوٓاْ إِلَّا
فَاجِرٗا كَفَّارٗا ٢٧ رَّبِّ
ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا﴾
[نوح: 21- 28].
الشرح
لما
حاول نوح مع قومه قَبول دعوته بكل طريق ولم يقبلوا منه؛ شكا إلى الله عز وجل
موقفهم من دعوته وتآمرهم عليه، وإصرارهم على شركهم وتمسكهم بأصنامهم.
فلم
تؤثر فيهم دعوة نوح عليه السلام، مع ما قام به من المحاولات والصبر وطول المدة، لم
يُجْدِ فيهم ذلك، بعد ذلك شكا إلى الله عز وجل موقفهم منه ومن دعوته عليه السلام.
نادى
ربه: ﴿قَالَ نُوحٞ رَّبِّ
إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِي﴾، أي: لم يستجيبوا لدعوتي ونصيحتي وإشفاقي
عليهم.
﴿وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا
خَسَارٗا﴾: واتبعوا كبراءهم والملأ منهم، أهل المال والأولاد وأهل
الثروة، اتبعوهم وأعرضوا عني.
﴿وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمۡ يَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥٓ إِلَّا
خَسَارٗا﴾، اتبعوا مَن أطغاه ماله وولده، واستغنى بهما عن قَبول الحق!
مع أن ذلك خَسارة عليهم وعلى مَن اتبعهم.
الصفحة 1 / 524