×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

الدرس الرابع والسبعون

قَال تعالى: ﴿وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا ١٩ قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٠ قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا ٢١ قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ٢٢ إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣ حَتَّىٰٓ إِذَا رَأَوۡاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعۡلَمُونَ مَنۡ أَضۡعَفُ نَاصِرٗا وَأَقَلُّ عَدَدٗا ٢٤ قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا ٢٥ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا [الجن: 19- 28].

الشرح

﴿وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ: معطوف على أول السورة من قوله: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ [الجن: 1]، أي: قل: أُوحي إليَّ أنه لما قام عبد الله يدعوه.

ومعنى ﴿يَدۡعُوهُ أي: قام يصلي، وذلك في بطن نخلة حين كان صلى الله عليه وسلم عائدًا من الطائف إلى مكة. لما قام صلى الله عليه وسلم يصلي ويقرأ القرآن، سمعته الجن، فاجتمعوا وتزاحموا عليه.

﴿كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا أي: تزاحموا عليه صلى الله عليه وسلم، حتى رَكِب بعضهم بعضًا، وذلك من شدة الحرص على استماع ما يقوله صلى الله عليه وسلم.

«اللِّبَد»: هو الشيء الذي يكون على الإنسان ليتقي به البرد والحَر.

وقيل: إن المراد بذلك هو كفار قريش في مكة، لما قام رسول


الشرح