×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

 يَسۡتَطِيعُونَ ٢١١ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ [الشعراء: 210- 212]، معزولون عن الوحي، جَعَل الله حرسًا من بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن خلفه، يلازمونه حينما ينزل عليه الوحي، حينما يأتيه جبريل عليه السلام.

، ﴿لِّيَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّهِمۡ أي: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. الله سبحانه وتعالى أخبره عن أخبار الرسل من قبله، مع أن هذا من علم الغيب؛ ليَعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم.

﴿وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيۡهِمۡ أي: الله أحاط بما لديهم، بما لدى الرسل، وعَلِمه سبحانه وتعالى وحَفِظه. ﴿وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ عَدَدَۢا: يَعلم عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وأوراق الأشجار، لا يخفى عن علمه سبحانه وتعالى شيء، ﴿۞وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلۡغَيۡبِ لَا يَعۡلَمُهَآ إِلَّا هُوَۚ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۚ وَمَا تَسۡقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعۡلَمُهَا وَلَا حَبَّةٖ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡأَرۡضِ وَلَا رَطۡبٖ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ [الأنعام: 59].

لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى، ومن ذلك أفعال المشركين وسخريتهم برسوله صلى الله عليه وسلم واستهزاؤهم، فالله سبحانه وتعالى يعلم هذا ويحصيه عليهم، فليسوا مُهْمَلين، ولا أحد مُهْمَل يفعل ما يشاء، يَكفر ويَفسق، ويَسخر من عباد الله، ويَسخر من شرع الله عز وجل ومن أحكام الله، ويَنتقض ويَكتب ويَنشر في الصحف، ويظن أن ما فعله انتهى وذهب!! لا، فالله سبحانه وتعالى أحاط بذلك وأحصاه، فلا يُفْلِت من الله سبحانه وتعالى.

والحمد لله رب العالمين.

****


الشرح