﴿أَمۡ
يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا﴾ أي: يؤخره إلى أمد، لا أدري هل يحل
بكم اليوم، أو أن الله سبحانه وتعالى يؤخره إلى أمد، أي: إلى وقت آخر. هذا راجع
إلى الله سبحانه وتعالى، وليس ذلك من مهمتي.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿عَٰلِمُ
ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا﴾،
أي: لا يُطْلِع ولا يَكشف. فمَن ادعى علم الغيب، فإنه كذاب وكافر وطاغوت.
﴿إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ﴾،
هذا من المعجزات التي لا تحصل إلاَّ للرسل، فإن الله سبحانه وتعالى يُطْلِعهم على
شيء من الغيب من أجل بيان صدقهم وتبليغهم، فالرسل قد يُطْلِعهم الله سبحانه وتعالى
على شيء من الغيب لمصلحة البشر ويخبرون عن ذلك.
فرسول
الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن الأمم السابقة، عن قوم نوح وعاد وثمود، عن الأمم
الماضية، مع أنه لم يحضرها، فهذا من علم الغيب في الماضي، والله سبحانه وتعالى
أطلعه عليها وقصها عليه كأنه يشاهدها.
كذلك
المستقبل، الله سبحانه وتعالى أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن أشياء ستحصل في
المستقبل؛ لأجل إنذار الناس ولأجل الدلالة على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم. فهي
معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم.
وهذا
فيه تكذيب لكل مَن ادعى علم الغيب، من الكهان وغيرهم، ومن المشعوذين والدجالين،
الذين يخبرون عن المَغِيبات والمستقبل.
﴿ٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا﴾ أي: أن الله سبحانه وتعالى يجعل حفظة من الملائكة، تحفظ الوحي الذي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترقه الشياطين، أو أن يزاد فيه أو يُنْقَص، فالوحي تحرسه الملائكة، ولا تتدخل فيه الشياطين، ﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا