هذا جزاء لهم على ما حصل منهم في الدنيا من
تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم، والسخرية من المؤمنين، والتهكم بأحكام الدين،
كل هذا لا يذهب سُدًى، بل عقوبته قريبة.
فلا
يغتر هؤلاء ويفرحون بما هم فيه من أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأذية
المسلمين، والتطاول على كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى سُنة رسوله صلى الله عليه
وسلم، وعلى أمور الدين! فلهم موعد لا يخلف، ولا يتأخر إذا جاء، ولا يُفلت منه
أحد!!
ومتى
يكون هذا؟ ﴿يَوۡمَ
تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ﴾، وهو يوم القيامة، حينما ترجف
الأرض، تتحرك وتضطرب وتُزَلْزَل الأرض، وتتهدم المدن والقرى، بل الجبال تنهار
بالزلازل في بعض البلاد، فالأرض كلها ترجف.
﴿وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا﴾:
الجبال الصُّم الصِّلاب التي كانت رواسي للأرض وأوتادًا للأرض تُثبتها، فإنها تزول
وتطير وتصير هباء.
﴿وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا﴾
أي: تنهال، بدل أن كانت متماسكة، ثم تطير في الهواء، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ تَحۡسَبُهَا
جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ أَتۡقَنَ
كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ﴾
[النمل: 88]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَسِيرُ ٱلۡجِبَالُ سَيۡرٗا﴾
[الطور: 10]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡجِبَالِ فَقُلۡ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسۡفٗا ١٠٥ فَيَذَرُهَا قَاعٗا صَفۡصَفٗا ١٠٦ لَّا
تَرَىٰ فِيهَا عِوَجٗا وَلَآ أَمۡتٗا﴾ [طه: 105- 107].
تكون
الأرض متساوية، ليس فيها شيء خفي يختفي فيه الإنسان، لا، يُرَى ما عليها، قريب أو
بعيد.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
****
الصفحة 8 / 524