×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

والصفح الجميل: هو الذي لا عتاب معه.

والصبر الجميل: هو الذي لا شكاية معه إلى المخلوق.

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى ما ينتظرهم بعد أن يهجرهم، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَذَرۡنِي وَٱلۡمُكَذِّبِينَ: أنا أتولى جزاءهم ولا أهملهم، وأكفيك شرهم.

﴿أُوْلِي ٱلنَّعۡمَةِ، وهم: الذين بَطِروا نعمة الله سبحانه وتعالى ولم يشكروها، وتكبروا بهذه النعمة على الخلق وعلى الرسل، واغتروا باستدراج الله سبحانه وتعالى لهم وإمهالهم، لهم حساب عند الله سبحانه وتعالى، ولن يُفلتوا منه.

﴿وَمَهِّلۡهُمۡ قَلِيلًا فلا يحسبوا أنهم سيُتركون دائمًا وأبدًا، إنما يُتركون مدة قليلة، ﴿نُمَتِّعُهُمۡ قَلِيلٗا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٖ [لقمان: 24].

وهذا الترك إنما هو استدراج لهم، قال سبحانه وتعالى:﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ [آل عمران: 178].

فلو عاجلهم الله سبحانه وتعالى لكان أسهل عليهم، فكونه سبحانه وتعالى أمهلهم فإن هذا أشد عليهم - والعياذ بالله - الله حكيم عليم، ما يدريك؟!

ثم بَيَّن الله سبحانه وتعالى ما ينتظرهم، فقال تعالى: ﴿إِنَّ لَدَيۡنَآ أَنكَالٗا وَجَحِيمٗا.

﴿إِنَّ لَدَيۡنَآ أي: إن عندنا لهم.

﴿أَنكَالٗا: جمع نِكْل، وهو القيد من الحديد.

﴿وَجَحِيمٗا أي: نارًا تتلظى.

﴿وَطَعَامٗا ذَا غُصَّةٖ: مقابل أنهم كانوا في الدنيا في نعمة، ستنقلب هذه النعمة إلى طعام ذي غُصة يَنْشَب في الحَلْق، مُرّ المذاق.

﴿وَعَذَابًا أَلِيمٗا أي: عذاب مؤلم موجع لا يعلمه إلاَّ الله.


الشرح