×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وهذه الحِكَم هي:

أولاً: ﴿فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ: ليتكلموا ويخوضوا فيما خاضوا فيه من التهكم والسخرية، وادعاء أنهم سيتغلبون عليهم، وأنهم سيَخرجون من النار!! لأنهم لا يؤمنون بالغيب، فهم قاسوا الغائب على الحاضر، وقالوا: التسعة عشر لا يمنعوننا من الخروج وسنتغلب عليهم.

ثانيًا: ﴿لِيَسۡتَيۡقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ: وهم اليهود والنصارى؛ لأن في التوراة والإنجيل أن أصحاب النار تسعة عشر، فبذلك وافق ما في القرآن الكريم ما في الكتابين السابقين، وبالتالي عَلِم اليهود والنصارى أن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى؛ لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يَطَّلع على ما ذكره الله سبحانه وتعالى في التوراة والإنجيل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب، فإذا جاء صلى الله عليه وسلم بما يوافق ما في الكتابين، دل هذا على أنه رسول من الله يوحى إليه، فهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم الدالة على رسالته.

ثالثًا: ﴿وَيَزۡدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِيمَٰنٗا: الذين آمنوا من هذه الأمة يزداد إيمانهم إذا عَلِموا أن ما في القرآن يوافق ما في التوراة والإنجيل، يَزيد ذلك في إيمانهم، فهم مؤمنون ولكن ليزدادوا إيمانًا.

فدل هذا على أن الإيمان يَزيد وينقص كما هو مذهب أهل السُّنة والجماعة، ردًّا على المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان شيء واحد، لا يَزيد ولا ينقص.

رابعًا:﴿وَلَا يَرۡتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ في هذا القرآن، ولا يتأثروا بما يقوله المشركون والكفار، أن هذا القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه افتراه، أو أنه اكتتبه من صحائف الأولين ومن أساطير الأولين... إلى آخره.


الشرح