والمؤمنون يستيقنون، أي: يَزيد إيمانهم ويتمكن
الإيمان من قلوبهم. وهكذا القرآن، كلما قرأه الإنسان، زاد الإيمان في قلبه
وتَثَبَّت اليقين في قلبه.
خامسًا:
أن هذا القرآن من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يَقبلوا قول المكذبين.
سادسًا:
﴿وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ﴾،
وهم المنافقون، ﴿وَٱلۡكَٰفِرُونَ﴾
الذين لا يؤمنون أصلاً، بل ويكفرون ظاهرًا وباطنًا بالقرآن. ليقولوا: ﴿مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ
بِهَٰذَا مَثَلٗاۚ﴾: يتعجبون من أن الله سبحانه وتعالى ذَكَر أن
النار عليها تسعة عشر فقط؛ لأنهم لا يعرفون حكمة الله سبحانه وتعالى، ولا يعلمون
المستقبل وما يكون فيه، وأن أمور الغيب غير أمور الشهادة.
كما
في سورة البقرة، من قوله: ﴿۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ﴾ [البقرة: 26].
﴿كَذَٰلِكَ﴾ أي: مِثل هذا الضلال الذي وقع فيه المشركون لما
نزلت هذه الآية، ﴿يُضِلُّ
ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾:
يُضِل الله سبحانه وتعالى مَن يشاء إضلاله، ويَهدي من يشاء هدايته، فالضلال
والهداية بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدره.
وفي
هذا رَدٌّ على المعتزلة الذين ينفون القَدَر، ويقولون: إن الإنسان يخلق فعل نفسه،
ويَكفر بفعله، دون أن يكون الله سبحانه وتعالى أراد منه ذلك وقَدَّره. ويقولون: ما
قَدَّر الله هذه الأشياء. فيُعجزون الله عز وجل ويجحدون قدرته على كل شيء.
وقد
بَيَّن الله سبحانه في القرآن سبب الإضلال، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ
إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [البقرة: 26].
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ﴾ أي: ما يعلم قوة الملائكة ولا عدد المخلوقات إلاَّ هو سبحانه وتعالى.