×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

وفي الحديث عن سعد بن عُبَيْدة قال: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما رَجُلاً يَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ: لاَ تَحْلِفْ بِالْكَعْبَةِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([1]).

﴿إِنَّهَا أي: النار التي هي موضع الحديث.

﴿لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ و﴿ٱلۡكُبَرِ جمع كبرى، أي: إحدى العظائم، فالنار ليست هي أكبر شيء أو أعظم شيء، ولكنها واحدة من العظائم من مخلوقات الله سبحانه وتعالى.

، ﴿نَذِيرٗا منصوب على الحال، أي: حالة كونها فيها نِذارة للبشر. فالنار فيها نذير للبشر لمن يخاف الله سبحانه وتعالى، فإنه إن وقف على ذكرها في كتاب الله وما وَصَفها الله به، فإنها تنذره من الكفر والمعاصي، فهي تنذر، والنذر كثيرة ومنها النار.

و﴿لِّلۡبَشَرِ: المراد بهم الناس، فالنار ليست نذيرًا للعرب فقط، بل هي نذير للعرب والعجم، والجن والإنس.

﴿لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ: أيها الناس. فهذا فيه دليل على أن العبد له مشيئة واختيار.

وهذا فيه رَدٌّ على الجبرية الذين يقولون: إن العبد ليس له مشيئة أو اختيار، بل هو مجبور على أعماله. فهم على النقيض من المعتزلة، فالمعتزلة يَغْلُون في إثبات مشيئة البشر. والجبرية يَغْلُون في إثبات مشيئة الله سبحانه وتعالى وينفون مشيئة البشر. والمعتزلة على العكس، يَغْلُون في إثبات المشيئة للبشر، وينفون مشيئة الله سبحانه وتعالى. فهم على طرفَي نقيض.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).