﴿أُقۡسِمُ﴾
أي: أحلف، فالقَسَم هو الحلف، والله جل جلاله يحلف لتأكيد ما يُخْبِر به، مع أنه
سبحانه وتعالى أصدق القائلين، ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا﴾ [النساء: 122] فهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين، ومع
هذا يحلف على ما يقوله ويخبر به. وهو سبحانه وتعالى لا يقسم إلاَّ بشيء له أهمية
وله شأن لينبه عليه. ولكون يوم القيامة له أهمية وله شأن أقسم به.
وهو
سبحانه وتعالى يُقْسِم بما شاء من خلقه، وأما المخلوق فلا يُقْسِم إلاَّ بالله.
عن
سعد بن عُبَيْدة قال: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ، رضي الله عنهما رَجُلاً يَحْلِفُ
بِالْكَعْبَةِ فَقَالَ: لاَ تَحْلِفْ بِالْكَعْبَةِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ
كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» ([1]).
وعن
نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك
عمر رضي الله عنه وهو يسير في رَكْب، وهو يحلف بأبيه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ،
فَإِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، أَوْ لِيَصْمُتْ» ([2]).
المخلوق حرام عليه أن يحلف بغير الله سبحانه وتعالى.
﴿أُقۡسِمُ بِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾، يوم القيامة هو يوم البعث والنشور؛ لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين، وهو يوم مَهول تشيب من هَوْله الولدان، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا﴾ [المزمل: 17]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ﴾ [الحج: 2].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3251)، والترمذي رقم (1535)، وأحمد رقم (6072).