فيوم القيامة فيه أهوال عظيمة، فالله جل جلاله
أقسم به لعظمته وما يَحْدُث فيه.
ثم
قال سبحانه وتعالى:﴿وَلَآ
أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ﴾، ﴿ٱللَّوَّامَةِ﴾: هي التي تلوم صاحبها، فنفس المؤمن تلوم صاحبها على
المخالفات وتحثه على التوبة.
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله: « والنفوس ثلاثة أنواع كما جاء في القرآن:
الأولى:
النفس الأمارة بالسوء، قال سبحانه وتعالى: ﴿۞وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ
بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [يوسف: 53]، وهذه نفس الكافر، دائمًا تأمره بالسوء
والكفر والمعاصي، واتباع الشهوات، وفِعل المحرمات وتَرْك الواجبات، فهي أمارة
بالسوء.
والثانية:
اللوامة، وهي نفس المؤمن كما بَيَّنا.
والثالثة:
هي النفس المطمئنة، ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا
ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ﴾ [الفجر: 27]، وهي النفس التي لا
يَصدر منها سوء ولا معصية، فهذه مطمئنة بالإيمان واليقين، وهذه أعلى أنواع النفوس»
([1]).
فهذه
النفس عجيبة؛ ولذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بها لينبه على شأنها.
والمُقْسَم عليه هو حصول البعث والنشور؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ﴾ أي: الكافر الذي يجحد البعث والنشور، ﴿أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ﴾، فالميت إذا مات وطال عليه العهد - يصير ترابًا وتفنى عظامه وتكون رميمًا؛ ولذلك يقول الكافر: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ﴾ [يس: 78].
([1])انظر: إغاثة اللهفان (1/ 75).