×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الثاني

فيوم القيامة فيه أهوال عظيمة، فالله جل جلاله أقسم به لعظمته وما يَحْدُث فيه.

ثم قال سبحانه وتعالى:﴿وَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ، ﴿ٱللَّوَّامَةِ: هي التي تلوم صاحبها، فنفس المؤمن تلوم صاحبها على المخالفات وتحثه على التوبة.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: « والنفوس ثلاثة أنواع كما جاء في القرآن:

الأولى: النفس الأمارة بالسوء، قال سبحانه وتعالى: ﴿۞وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ [يوسف: 53]، وهذه نفس الكافر، دائمًا تأمره بالسوء والكفر والمعاصي، واتباع الشهوات، وفِعل المحرمات وتَرْك الواجبات، فهي أمارة بالسوء.

والثانية: اللوامة، وهي نفس المؤمن كما بَيَّنا.

والثالثة: هي النفس المطمئنة، ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ [الفجر: 27]، وهي النفس التي لا يَصدر منها سوء ولا معصية، فهذه مطمئنة بالإيمان واليقين، وهذه أعلى أنواع النفوس» ([1]).

فهذه النفس عجيبة؛ ولذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بها لينبه على شأنها.

والمُقْسَم عليه هو حصول البعث والنشور؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أي: الكافر الذي يجحد البعث والنشور، ﴿أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ، فالميت إذا مات وطال عليه العهد - يصير ترابًا وتفنى عظامه وتكون رميمًا؛ ولذلك يقول الكافر: ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ [يس: 78].


الشرح

([1])انظر: إغاثة اللهفان (1/ 75).