ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ﴾:
لا تَخَفْ أن يَضيع منه شيء؛ ﴿جَمۡعَهُۥ﴾: جَمْعه في صدرك، ﴿وَقُرۡءَانَهُۥ﴾ أي: كذلك نُيَسِّر عليك قراءته
بدون تعجل.
﴿فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ﴾ أي: إذا قرأه جبريل عليه السلام
عليك، ﴿فَٱتَّبِعۡ
قُرۡءَانَهُۥ﴾: اتَّبِع قراءة جبريل عليه السلام.
هذا
إرشاد من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي، كيف
يستقبل الوحي، فتَعَهَّدَ الله سبحانه وتعالى له بجمعه في صدره، وتَعَهَّدَ الله
له بأن يسهل عليه قراءته، وأَمَره بأن يُصغي إلى جبريل عليه السلام حتى يُنهي ما
نزل به إليه.
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ﴾
أي: تفسيره وبيان أحكامه، سنبينه لك بالوحي الثاني، وهو السُّنة النبوية.
هذا، وصَلَّى وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
****
الصفحة 8 / 524
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد